شيزوفرينيا اجتماعية ..وطلاق عاطفي

شيزوفرينيا
هيام الأسد

تحريــر : هيام الأسد

شيزوفرينيا

 أغرب الإكتشافات فى القرن الواحد والعشرين يمكن أن تحدث عندما تسجل الزوجة زيارة سريعة لزوجها العزيز بمقر العمل فأنا أضمن أنها ستلتقي رجلاً مختلفاً تماماً عمن تعرف...رجلاً مرحاً وقادراً علي الابتسام بل وحتي القاء النكات والطرف..

 رجل شهم يحب المساعدة قد يكلف نفسه العناء ويبادر بحمل (شنطة الآيباد)الثقيلة علي يد زميلته الحسناء...

 رجل (ذوووووق جدا)يعرف كيف يجامل ويختار كلماته بكل عنايه وهو قطعاً مختلف تماماً عن (سيد مرارة) أو حتى ذلك ال(كبسور) الذي يرجع إلي البيت ..ذلك ال(كبسور) الذى لايعجبه كل ما تفعل ولا يرضيه أي شئ.

 (كبسور)الذى لم يبد إعجابه يوما بما تطبخ (دا لو ما قاليها طبيخ أمى أحلي) أو حتى بما تلبس مهما اجتهدت ولم يبل ريقها بكلمه حلوة وحتى عندما تسأله عن رأيه بذلك تخرج بإجابات مقتضبه و(فطيرة) علي غرار (مابطال) و(يعنى)..ودائما يتهمها بالسطحية وعدم (الشغله)...

 وفى الجانب الآخر أيضا فان الزوج قد يكتشف فجأة أن زوجته (حلاااااااتا) وأنها أنيقة وبارعة الجمال فقط ان كانت تستعد للخروج مع صاحباتها أو الى أي (عزومة) إجتماعيه وقد (يشاغلا عااااادى جدا) إذا إلتقى بها صدفة فى الشارع العام..

 أما إذا ابتسم له الحظ وحظى بجلسة معها فسيجدها إنسانه وديعة ورقيقة جداً صوتها كوشوشة العصافير وابتسامتها كضوء القمر ويوشك أن يقع فى شباك غرامها ويتزوجها من جديد حتى يستدرك أن هذة الجميله هى نفسها تتحول (بى قدرة قادر) وبمجرد أن تصل إلي البيت إلي (أمنا الغولة) ذات الشعر المنكوش والصوت العالي تلك التى تقضى يومها بين الطبيخ والغسيل والجري وراء الأطفال مهددة ب(المفراكة)..

 أمنا الغولة التى لاحديث لها غير هموم المعيشه و(تغيير الستائر)...أما إذا حاولت فى يوم أن تكون زوجا رومانسياً وأشتريت لها بعض الهدايا فستكون صدمتك كبيرة وانت تسمع عبارات من نوع(هو انت من متين بتعرف تشترى؟؟!!)

 أو (وحات الله غشووووك)

كلنا نعلم أن هذا النموذج الزوجي أحبتى_ وإن جاء فى نطاق السخرية_ فانه وإلي حد كبير يحاكي الواقع شئنا أم أبينا وأنا أسمي هذه الحالة(الشيزوفرينيا الإجتماعية) إذ أن كل فرد يتقمص دوراً يختلف تماماً عن الدور الآخر باختلاف البيئة وأعتقد أن هذا سبب مباشر ورئيسي فى انتشار حالات الطلاق أو حتى (الطلاق العاطفي) وهو مصطلح يعبر عن استمرار الحياة بين الزوجين رسمياً وانفصالهما  بفوارق عاطفية ووجدانيه شاسعة..

إذن فلنحاول أحبتى تضييق هذه الهوة بين الشخصيتين بقدر المستكاع ولنحاول تقبل بعضنا البعض والتخفيف عن بعضنا البعض فالحياة بها الكثير من المشاق التي لاينقصها تحمل مشاق النصف الآخر. وإذا كنا نجتهد كي نبدو فى عيون الآخرين أجمل شكلاً وموضوعاً فالزوج أو الزوجة هم الأحق بذلك ولنتذكر حديث النبي(عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم) الذى يقول فيه:(خيركم خيركم لأهله)..

 حرف أخير

 أنا لا اريد معاطفا" وأساورا" عطرا" يفوح' ولا عقود..

إن كنت تهدينى لتمنحنى  أحاسيس الهوى

 فالسحر' في عينيك يمنحني المزيد..

 إن كنت تقطف' وردة" لتقول لي:(إنى أحبك)

فالذى قد قلت بالنظرات أعذب من نشيد..

 إن كنت  تقصد أن أكون سعيدة

 فتعال ..تأتى فرحتي ويظل' كل الكون من حولي سعيد...

 إن كنت تهوانى أنا فهديتى هذا الهوى المجنون' يبقى لا يبيد..

حرف خاص

وحياة ابتسامتك..