تحريــر : د/سمية ابراهيم مصطفي استشاري علم النفس
أحياناً تعترض أحلامنا بعض العقبات، و قد نلاحظ أنّ ثمة عوائق كثيرة تحول دون اشباعنا لدوافعنا؛ وتحقيقنا لأهدافنا، وحينها نشعر بالضيق والخيبة وربما الغضب أو الانكسار وفقدان الثقة بالنفس، هذه الحالة التى نمر بها تعرف بالإحباط و هو ليس مرضاً نفسياً إنما عرض لعدة اضطرابات و أمراض، فالإحباط قد يؤدي إلي اليأس الذي هو من الأعراض النفسيّة.
يعتبر الإحباط حالة شعورية تنتج عند التعرض للفشل في الوصول لشيءٍ ما ، كأن تذاكر باجتهاد للنجاح في امتحانك النهائي، وعند سماعك لخبر رسوبك تشعر بضيق شديد وإحباط قد يدفعك لترك الدراسة لأنك تفكر بأنه لم يعدّ بوسعك الاجتهاد أكثر أو قد توصم نفسك بالفشل، و ربما دخلت الامتحان للمرة الثانية ولكن بروحٍ قانطةٍ من النجاح و فاقدة للرغبة.
انت لست استثناء فالجميع يصاب بالاحباط :
ربما يهون عليك معرفة أن الإحباط يطال الجميع، إنما يكون الفرق بينهم في الشدة و أحياناً في الأثر، فالبعض يتجاوز الشعور بسرعة، والبعض يبقى عالقاً في الموقف المحبط لفترة طويلة لاسيما إن تكررت الخيبات وتوالت المصاعب.
علامات تدل على انك محبط
هنالك علامات تظهر على الشخص المصاب بالاحباط منها:-
الحزن الشديد و التشاؤم و غياب الرغبة وانعدام المزاج وكذلك انعدام الثقة بالنفس وفقدان الحافز، أيضاً الشعور بالوهن و الفتور لدرجة عدم القدرة على القيام بالمهام اليومية قد يدل على انك تعرضت لمواقف احباطية، وقد يصاحب الإحباط بعض الأعراض الجسدية كفقدان الشهية واضطرابات النوم و أوجاع في الظهر .
طرق مفيدة للتعامل مع الاحباط:
هناك طرقٌ يمكن اتباعها للتعامل مع الإحباط وتحويله إلى فرصة للنمو والتطور الشخصي أولها تقبلك الاحباط كشعور، ومن ثم تقبل الواقع :
فتقبل الشعور الذي تعاني منه وقبول الأمور كما هي يعزز فهمك للوضع ويمكنك من التحرر من الضغوط النفسية.
التعبير عن مشاعرك بالكتابة أو التسجيل أو التحدث إلي الآخرين كالأصدقاء أو العائلة يمكنك من مشاركة مشاعرك ببساطة فتخفف الضغوط النفسية عليك وقد تحصل على الدعم اللازم معنوياً كان أم مادياً، أو يمكنك أخيراً التواصل مع اختصاصي نفسي ليساعدك للتغلب على شعورك بالاحباط.
تحديد الأهداف الواقعية : فالإحباط أحيانا يكون سببه أنك رفعت سقف التوقعات لديك أو وضعت أهدافا غير واقعية ، فتحديد أهداف ملموسة وقابلة للقياس يساعد على تجنب الإحباط الناتج عن توقعات غير واقعية.
تطوير مهارات التفكير الإيجابي:
تحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية يعزز التفاؤل ويساعد في التغلب على الإحباط.
ممارسة الرياضة والنشاط البدني مفيدة لمن يعاني الشعور بالاحباط وخيبة الأمل :
فتمارين الرياضة تساعد في إطلاق هرمون السعادة وتحسين المزاج.
كذلك يساهم الاسترخاء والتأمل
في تهدئة العقل وتقليل الإجهاد وكلك يمكن أن تزيد من فترات راحتك فالاحباط قد ينشأ احيانا بسبب الاجهاد وضغوط العمل.
يمكن استخدام الإحباط كفرصة للتعلم ، كن أكثر حرصا و لا تكرر الأخطاء السابقة.
مرفأ أخير:
قال لي ذات مرة هل تعلمين ان شخصيتي تغيرت كثيرا بعد العام 2020 م ؟
قلت له : ماذا حدث فيه ؟
شرد بنظره بعيدا ثم قال : ( كنت أخطط لانهاء عقد عملي بالخارج والعودة الى بلدي للزواج والاستقرار،
فعندما أغلقت المطارات بسبب جائحة كوفيد 19
اضطررت للاستمرار في عملي من المنزل ،وأنا أعاني من حزن شديد و ضيق و لكن في تلك الفترة تمّ ترقيتي لرئاسة أحد اقسام الشركة لوفاة الرئيس السابق متأثراً بالفايروس، لم أفرح لذلك فالفتاة التى كنت أخطط للزواج بها ، تركتني قبل قرار الترقية بأيام !!
وأنا في منصبي الجديد تعرفت على زميلة تعمل معي بذات الشركة، أتعلمين أنا مدين لزميلتي التي صارت زوجتي الآن لأنها انتشلتني من الاحباط و غيرت معتقداتي واسلوب حياتي ..الآن حفظت اجزاء كبيرة من القران الكريم وصار المشي جزءاً أساسياً من صباحي معها و أعادتني لقراءة الكتب.
صمت قليلا ثم أردف :
أنا في الحقيقة ممتن لفشل مخططاتي تلك لأنه صنع مني شخصا أفضل .