الصداع أثناء الصيام_أسباب ونصائح للعلاج

الصداع أثن
د/معز أحمد دفع الله

تحريــر : د/معز أحمد دفع الله

رمضان المعظم هو شهر الصيام للمسلمين ونعلم جميعاً الفوائد العظيمة للصوم في الأبدان والنفوس مما يجعل صوم هذا الشهر دواء وصحة لكثير من الأمراض المعروفة وغير المعروفة. إلا إنه وبسبب بعض الممارسات والعادات في الشهر الفضيل نجد أن بعضنا قد يعاني من بعض المشاكل الصحية البسيطة التي يشعر بها الصائم في رمضان نتيجة انقطاعه عن الطعام لساعات طويلة ولعل أشهرها وأكثرها شيوعًا هو صداع الرأس، حيث يعاني منه عدد كبير من الصائمين في شهر رمضان، في هذا المقال سنتطرق لاسباب الصداع،وطرق التخفيف منه وبعض الأطعمة الممنوعة والمحببة.

الصداع في رمضان

يشعر الصائم بالصداع بعد مرور حوالي 16 ساعة من عدم تناول الطعام في كامل الرأس أو متمركزًا عند الجبهة فقط، وتختلف شدة ألم صداع الصيام في رمضان ما بين خفيف إلى معتدل، وقد يصاحبه الشعور بالنبض في الرأس أحيانًا، تزيد عدم القدرة على تناول مسكنات الألم أثناء الصيام وقبل الإفطار من الشعور بالانزعاج والتعب.

 يعتقد الكثيرون أن تناول وجبة عالية السعرات ومليئة بالسكريات في السحور سيحافظ على مستوى سكر الدم ثابتًا في اليوم التالي وقت الصيام، لكن ذلك لن يحدث، حيث يفرز الجسم كميات كبيرة من الأنسولين عند الحصول على كمية كبيرة من السكريات، مما ينتج عنه الشعور بالجوع بعد فترة قصيرة فور انخفاض مستوى سكر الدم. تعد الطريقة الأفضل اختيار أطعمة تستغرق وقتًا أطول في الهضم وغنية بالطاقة، للحفاظ على معدل سكر الدم ثابتًا.

 أسباب الصداع في رمضان

يوجد ارتباط وثيق بين انخفاض نسبة السكر في الدم وجفاف الجسم، والإصابة بالصداع خلال الصيام، حيث غالبًا ما يختفي الصداع بعد تناول الطعام. فيما يلي بعضًا من أهم أسباب الصداع في رمضان

تغيير مواعيد النوم

يستيقظ الصائمون وينامون في رمضان في مواعيد مختلفة عن أنماط نومهم الطبيعية، حيث يكون موعد وجبة السحور قبل الفجر وهي وجبة ضرورية لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية والطاقة اللازمة طوال ساعات الصيام، مما يشعر الصائم بالدوار والخمول.

يحاول الشخص في اليوم العادي توفير 8 ساعات من النوم، وهو ما يصعب تحقيقه خلال شهر رمضان، نتيجة الاستيقاظ المبكر للسحور أو نتيجة تخصيص وقتٍ من ساعات الليل للعبادة، يعد هذا التغير في مواعيد الاستيقاظ من أسباب الصداع في الصيام.

 الجفاف

يمثل الماء حوالي 60% من جسم الإنسان البالغ، مما يدل على دور الماء الهام في عمل جميع أعضاء وأجهزة الجسم، قد يصاب الصائم بالجفاف نتيجة الصيام لساعات طويلة، مما يؤدي إلى تقليص حجم المخ داخل الجمجمة مسببًا الصداع، تزداد فرص الإصابة بالصداع في رمضان نتيجة الجفاف في الدول ذات المناخ الحار.

يمكن تجنب الجفاف عن طريق تناول الخضروات والفواكه الغنية بالسوائل، وشرب كميات كافية من الماء على فترات متقاربة وموزعة على ساعات الإفطار، وعدم الاكتفاء بالشرب في وقت السحور فقط.

انخفاض سكر الدم

غالبًا ما يرتبط صداع الصيام بنقص نسبة السكر في الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia)، مما يجعل تغير مستوى سكر الدم يؤثر على مستقبلات الألم في الدماغ، فينتج عنه الصداع أثناء الصيام، لكن ذلك السبب ليس مؤكدًا لعدة عوامل منها التالي:

يصاب الصائم بالصداع حتى مع عدم انخفاض مستوى سكر الدم.

لا يسبب نقص مستوى سكر الدم صداعًا لدى مرضى الصداع النصفي.

لا يعاني مرضى انخفاض سكر الدم الشديد والذي قد يتطلب دخول المريض إلى الطوارئ من الصداع كأحد الأعراض.

يخزن الجسم السكر على شكل الجليكوجين، تكفي مستويات الجليكوجين المخزنة في الكبد للحفاظ على سكر الدم ضمن مستوياته الطبيعية لمدة 24 ساعة.

يسبب الصداع الناتج عن نقص سكر الدم الشعور بنبض في الرأس، لا يترافق صداع رمضان دائمًا مع الإحساس بالنبض.

انسحاب الكافيين

يسبب التوقف عن المشروبات المحتوية على الكافيين وعن نيكوتين السجائر في شهر رمضان آثارًا انسحابية، والتي من أشهرها صداع الرأس، وتقلبات المزاج، والقلق.

أسباب أخرى للصداع أثناء الصيام

ذكرنا فيما سبق أكثر أسباب الصداع في رمضان انتشارًا، نسرد تاليًا أسباب أخرى قد ينتج عنها الإصابة بالصداع في الصيام: 

طول عدد ساعات الصيام في بعض البلدان.

سوء التغذية الناتج عن تناول وجبات غير متكاملة أو تفويت وجبة السحور.

الإصابة بالصداع المزمن، يميل الأشخاص الذين غالبًا ما يصابون بالصداع بشكل متكرر إلى الإصابة بالصداع في الصيام أكثر من غيرهم.

تخفيف الصداع في رمضان

يمكن اتباع بعض النصائح والإرشادات للحد من الصداع أثناء الصيام، منها:

_شرب كميات كافية من الماء ولكن ليس في وقت الإفطار مباشرة، حيث يفضل تناول المشروبات الدافئة أولاً وبعض الطعام والتمر ومن ثم الصلاة قبل تناول وجبة الإفطار الكاملة.

_تناول وجبة بسيطة وسهلة الهضم مثل العصيدة وسلطة الزبادي وغيرها في الافطار.

_تقسيم الوجبات على عدد أكبر من المرات مع تناول كميات أقل في كل مرة.

_عدم الإكثار من البروتينات الحيوانية أكثر من المعتاد.

_النوم عدد كافٍ من الساعات لإراحة الجسم.

_التقليل من تناول الكافيين في الأسابيع التي تسبق شهر رمضان، وتناول فنجان من القهوة قبل الصيام مباشرة.

_الاستعانة بالمسكنات والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.

_تجنب أنواع الأطعمة التي ترفع من فرص الإصابة بالصداع.

 الأطعمة التي يجب تجنبها:

أنواع الجبن المصنعة المطبوخة مثل جبن البارميزان.

الأطعمة المجففة ومنتجات اللحوم المصنعة مثل النقانق والبيبروني المحتوية على النترات والنيتريت.

المأكولات عالية المحتوى من السكر والجاهزة مثل المقرمشات والحلوى.

المأكولات المحتوية على مادة الجلوتامات أحادية الصوديوم.

_الاطعمة التي يجب الإكثار منها: 

المكسرات كونها غنية بالدهون الصحية.

الأرز البني والحبوب الكاملة.

اللحوم، والدواجن، والأسماك الطازجة غير المدخنة أو المصنعة.

الفاكهة والخضروات النيئة أو المطبوخة بقليل من الملح أو الدهون.

الكربوهيدرات المعقدة مثل البطاطس.